السلطة ومسؤولية الفشل

بقلم/ عماد اوراها
تبقى السلطة المشكلة الأكبر التي أفرزتها السلطة الإدارية باعتبارها نوع اساس من أنواع المسؤولية، ولكن متى تصبح السلطة الإدارية مطلقة كما اكد لنا التاريخ والواقع لهذا النوع من السلطة، فجميع الانظمة تكون سلطة الحاكم فيها مطلقة او تعددية، وخاصة المطلقة ستكون نتائجها خطيرة وعواقبها وخيمة على الشعب بسسب ربطها بشخص الحاكم.
تحتاج الحياة البشرية بكل اشكالها اسلوب يتناسب مع المحيط التي تتعايش فيها والهدف المطلوب ادارته، ومن هذه الحالة الجميع يحتاج الادارة بدءا من الفرد إلى المجتمع وكل مكونات مؤسسات الدولة، يبنى التنظيم على اسس علمية مستندا إلى التجربة المرحلية منذ بداية التاريخ من خلال التجمعات السكانية وإدارتها عبر ادارة وتنظيم شؤون السلطة وتأسيس اركان الدولة. كل الأعمال الإنتاجية سواء فردية او جماعية تحتاج إلى ادارة وقيادة وتنظيم، فلا بد من وجود سلطة اعلى يدير الأمور ويتحمل المسؤولية والاعتماد على البناء الهرمي، ويكمن النجاح على توزيع الأدوار والمؤهلات والمهارات وسواها، ولكل هذه الأدوار صلاحيات لانجاح الادارة في ظل السلطة وهناك قدرات مختلفة في الادارة من شخص إلى شخص. ومن يجعلها مطلقة ومن خلال الفترة التاريخية برزت الحاجة للتنظيم والإدارة.
الفشل والنجاح في ادارة السلطة في منظور القوة التي تدير السلطة في اسباب نجاحها ترتبط ارتباطاً وثيقا بتوافر مقومات النجاح الإدارية للسلطة، وقد تتعرض إلى الفشل وهذا يعتمد على طبيعة القائد او الرئيس وطريقة استخدام الصلاحيات المطلقة للإقصاء او ابعاد الشرعية، وعدم وجود شروط ومقتضيات مصلحة النجاح وسيكون الفشل حتميا. من الاهمية الكبيرة الحفاظ على كرامة الناس والحياة الكريمة وضمان السلامة والحرية وكل متطلبات الحياة وفق معيار عادل بين الجميع.
كما ذكرنا تبقى المشكلة الأكبر التي أفرزتها الادارة باعتبارها نوع اساس من أنواع السلطة، فالعمل بكل أنواعه مهما كان حجمه قادر على الديمومة والاستمرار دون قيادة عليا من الدولة والحكومة وقد تصبح السلطة مطلقة عما اكد لنا التاريخ وحتى الواقع هذا النوع من ادارة السلطة.
فالأنظمة الدكتاتورية تكون سلطتها الحاكمة مطلقة وبدورها ستكون نتائجها خطيرة وعواقبها وخيمة على الشعب بسبب ربطها بشخص الحاكم وبالنتيجة ستصبح وبالا على الشعب وحتى على المسؤول الإداري بوصفه الدكتاتور التي تكون شرعيته حاصلة على موافقة الشعب
ويبقى حكم الاستبداد صفة شرعية في حق المسؤول وادارته بشكل مطلق وتشديد قبضتهم على رقاب الناس بمجرد وصوله إلى المنصب والتمتع بالصلاحيات الواسعة والتحول إلى ادارة العمل الفردي التي فيها نزعة الحاكم والسلطوية الفردية.
لا يمكن ان تكون الادارة في قبضة الفرد الحاكم وحده، بل لا بد من المشاركة التعددية في صياغة القرار وتنفيذه على الوجه الأدق، لكن الحكم المستبد يهمل شروط النجاح في ادارة السلطة وهم الذين يفشلون فشلا ذريعا وهؤلاء هم اصحاب مسؤولية الفشل في السلطة.